جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ صَـٰٓفَّـٰتٖۖ كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (41)

{ أَلَمْ{[3540]} تَرَ } : ألم تعلم علما كالمشاهدة في اليقين ، { أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ، من لتغليب ذوي العقول والمراد أعم ، ولكل من الجمادات أيضا لسان به يذكرون الله يسمعه من يسمع ، وقيل المراد لسان الحال ، { وَالطَّيْرُ } ، عطف على من ، { صَافَّاتٍ } : باسطات أجنحتهن في الهواء يسبحن بتسبيحات هو يلهمها ، قيل : خصها ؛ لأنها ليست في أرض ولا في سماء ، { كُلٌّ } : منهم ، { قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ } ، أي : قد علم هو صلاة نفسه كيف يصلي ويسبح{[3541]} أو قد علم الله صلاته ، وتسبيحه لا يخفى عليه ، { وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }


[3540]:ولما أخبر أن الله هو نور السموات والأرض وعلم أن ظهورهما وظهور ما فيهما من نوره بين أن الموجودات التي ظهرت من نوره دالة مبينة لموجدها فقال: {ألم تر} الآية /12 وجيز.
[3541]:بإلهام الله إياه كما ألهم الطير دقائق العلوم بحيث تحير فيه عقول العقلاء /12 وجيز.