جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَمَّآ أَن جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗاۖ وَقَالُواْ لَا تَخَفۡ وَلَا تَحۡزَنۡ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (33)

{ وَلَمَّا أَن جَاءتْ } أن صلة زيدت لاتصال الفعلين ، وتأكيدهما { رُسُلُنَا لُوطًا } بعدما ساروا من عند إبراهيم في صورة أمارد حسان { سِيءَ بِهِمْ } جاءته المساءة والغم بسببهم { وَضَاقَ{[3915]} بِهِمْ ذَرْعًا } أي : عجز وضاق بسببهم وتدبير أمرهم طاقته فإنه خاف عليهم من قومه { وَقَالُوا } لما رأوا غمه { لَا تَخَفْ } علينا { وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ } نصب أهلك لعطفه على محل الكاف أو بإضمار فعل { إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ }


[3915]:أن مزيدة لاتصال الفعلين كأنه قيل لما أحس بمجيئهم فاجأ به المساءة من غير مكث خيفة عليهم من القوم وضاق بشأنهم وتدبير أمرهم ذرعه وطاقته، وقد جعلت العرب ضيق الذارع عبارة عن فقد الطاقة والأصل فيه أن الرجل إذا طالت ذراعه نال ما لا يناله القصير الذراع فضرب ذلك مثلا في العجزة والقدرة /12 وجيز.