غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَمَّآ أَن جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗاۖ وَقَالُواْ لَا تَخَفۡ وَلَا تَحۡزَنۡ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (33)

1

{ سيء بهم وضاق بهم ذرعاً } قد مر في " هود " وقال بعضهم : يحتمل أن يكون ضيق الذرع عبارة عن انقباض الروح فعند ذلك تجتمع أعضاء الإنسان وتقل مساحتها . فقالت الملائكة { لا تخف } علينا { ولا تحزن } بسبب التفكر في أمرنا . وقال أهل البرهان : وإنما قبل ههنا { ولما أن جاءت } بزيادة " أن " لأن " لما " تقتضي جواباً وإذا اتصل به " أن " دل على أن الجواب وقع في الحال من غير تراخ في الظاهر كما في هذه السورة وهو قوله { سيء بهم } وفي هود اتصل به كلام بعد كلام فطال فلم يحسن دخول " أن " ظاهراً مع أن القصة واحدة . ثم إن الملائكة قالوا للوط { إنا منجوك } بلفظ اسم الفاعل .

/خ1