جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡۖ وَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَأُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمۡ وَٰحِدٞ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ} (46)

{ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } إلا بطريقة هي أحسن فإن من أراد الاستبصار منهم إذا رأوا منكم لينا وسمعوا منكم حججا لاهتدوا ، قال تعالى : { ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } [ النحل : 125 ] الآية ، والظاهر أنها غير منسوخة بآية السيف { إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } بالإفراط في المعاداة فانتقلوا معهم من الجدال إلى الجلاد { وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ } هذا كأنه من المجادلة الحسنة { وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ } ، خاصة { لَهُ مُسْلِمُونَ } فيه تعريض بأنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله