جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَنِّي قَدۡ جِئۡتُكُم بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ أَنِّيٓ أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡـَٔةِ ٱلطَّيۡرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ وَأُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ وَأُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأۡكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (49)

{ ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم } تقديره ويجعله{[701]} رسولا مخبرا بأني قد جئتكم أو عطف على وجيها أو كهلا{[702]} وطفلا مضمنا معنى النطق كأنه قال : وناطقا بأني ، وتخصيص بني إسرائيل بتخصيص بعثته بهم أو للرد على من قال : إنه ليس مبعوثا إليهم ، { أني أخلق لكم } أقدر وأصور { من الطين كهيئة الطير } : مثل صورته بدل من ( أني قد جئتكم ) أو من آية أو تقديره : هي أني أخلق { فأنفخ فيه } أي : في المثل ، فالضمير له كاف { فيكون طيرا بإذن الله } أي : حيا طيارا بإذن الله ، { وأُبرئ الأكمه } : من{[703]} ولد أعمى ، وقيل من يبصر نهارا لا ليلا ، وقيل بالعكس ، { والأبرص وأُحيي الموتى بإذن الله } تكرار ( بإذن الله ) لدفع وهم الألوهية فإن الإحياء ليس من فعل البشر ، { وأُنبّئكم بما تأكلون } : الآن ، { وما تدّخرون في بيوتكم } : للغد ، { إنّ في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين } : مصدقين للحق .


[701]:قيل: تقديره وأرسلت رسولا بأني على تقدير القول أي: ويقول أرسلت ليكون عطفا على يعلمه/12 منه.
[702]:لا يجوز أن يكون معطوفا على المعطوفات المتقدمة؛ لأنها في حكم الغيبة وهذا في حكم التكلم لتعلق قوله: إني قد جئتكم فلم يصح بعث الله عيسى مصدقا أنا، ولكن مصدقا هو فلذلك وجه بوجهين/12 منه.
[703]:الوجهان الأخيران هما قولان لبعض السلف فأوردناهما /12.