وقوله : { كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ . . . }
يذهب إلى الطين ، وفي المائدة { فتنفخ فيها } ذهب إلى الهيئة ، فأنث لتأنيثها ، وفي إحدى القراءتين ( فأنفخها ) وفي قراءة عبد الله
( فأنفخها ) بغير في ، وهو مما تقوله العرب : ربّ ليلة قد بِتّ فيها وبِتُّها .
*** ولقد أَبيت على الطَوَى وأظلهُّ ***
تُلْقَى الصفات وإن اختلفت في الأسماء والأفاعيل . وقال الشاعر :
إذا قالت حذامِ فأنصِتوها *** فإن القول ما قالت حذام
وقال الله تبارك وتعالى وهو أصدق قِيلا : { وإِذا كَالُوهُمْ أَو وَزَنُوهُمْ يُخْسِرون } يريد : كالوا لهم ، وقال الشاعر :
ما شُقّ جَيْب ولا قامتك نائحة *** ولا بكتك جِياد عند أسلابِ
وقوله : ( وما تدَّخِرون ) هي تفتعلون من ذخرت ، وتقرأ ( وما تدْخَرون ) خفيفة على تَفْعَلون ، وبعض العرب يقول : تدَّخِرون فيجعل الدال والذال يعتقبان في تفتعلون من ذخرت ، وظلمت تقول : مظّلِم ومطَّلِم ، ومُذَّكِر ومذّكِر ، وسمعت بعض بنى أَسَد يقول : قد اتَّغر ، وهذه اللغة كثيرة فيهم خاصَّة . وغيرهم : قد اثَّغر .
فأما الذين يقولون : يدّخر ويذّكِر ومذّكِر فإنهم وجدوا التاء إذا سكنت واستقبلتها ذال دخلت التاء في الذال فصارت ذالا ، فكرِهوا أن تصير التاء ذالا فلا يعَرفُ الافتعال من ذلك ، فنظروا إلى حرف يكون عَدْلا بينهما في المقارَبة ، فجعلوه مكان التاء ومكان الذال .
وأما الذين غلَّبوا الذال فأمضوُا القياس ، ولم يلتفتوا إلى أنه حرف واحد ، فأدغموا تاء الافتعال عند الذال والتاء والطاء .
ولا تنكرنّ اختيارهم الحرف بين الحرفين ؛ فقد قالوا : ازدجر ومعناها : ازتجر ، فجعلوا الدال عدلا بين التاء والزاي . ولقد قال بعضهم : مُزجَّر ، فغلَّب الزاي كما غلَّب التاء . وسمعت بعض بنى عُقَيل يقول : عليك بأبوال الظِباء فاصَّعِطْها فإنها شِفاء للطَحَل ، فغلب الصاد على التاء ، وتاء الافتعال تصير مع الصاد والضاد طاء ، كذلك الفصيح من الكلام كما قال الله عز وجل : { فَمَن اضْطُرّ في مَخْمَصَةٍ } ومعناها افتعل من الضرر . وقال الله تبارك وتعالى { وأْمُرْ أهْْلَكَ بالصَّلاَةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها } فجعلوا التاء طاء في الافتعال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.