جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ بَلۡ مَكۡرُ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ إِذۡ تَأۡمُرُونَنَآ أَن نَّكۡفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجۡعَلَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۚ وَجَعَلۡنَا ٱلۡأَغۡلَٰلَ فِيٓ أَعۡنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۖ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (33)

{ وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار } ، إضراب عن إضرابهم أي : بل مكركم{[4162]} بنا بالليل ، والنهار هو السبب في ضلالنا والإضافة على الاتساع ، { إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا } أي : أضمر الفريقان التابع والمتبوع ، أو أظهروا فإن الهمزة تصلح للإثبات والسلب ، { الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا } : في أعناقهم{[4163]} لكفرهم ، { هل يجزون إلا ما كانوا يعملون{[4164]} } أي : إلا على أعمالهم ، فهو بنزع الخافض ،


[4162]:فيه إشارة إلى أن مكر الليل مبتدأ، والخبر مقدر / 12 منه.
[4163]:فيه إشارة إلى أنه من باب وضع الظاهر موضع المضمر / 12 منه.
[4164]:ومعنى الاستفهام النفي فإلا داخل بعد النفي، والمقصود بيان استحقاقهم، ولما ذكر استحقاقهم للعذاب يذكر ما يدل على ذلك، وفيه إشعار بصدق كلام المستضعفين فقال: {وما أرسنا في قرية من نذير }الآية: / 12 وجيز.