جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

{ ولو نشاء لأريناكهم } : عرّفناهم بأشخاصهم ، { فلعرفتهم بسيماهم } : بأن جعلنا على المنافقين علامة تعرفهم بها ، لكن لم يفعل سترا منه على خلقه ، وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- ما خفى على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد نزول هذه الآية أحد من المنافقين يعرفهم بسيماهم ، فكأنه- رضي الله عنه- حمله على أنه وعد بالوقوع دال على الامتناع فيما سلف ، ولام الجواب كررت في المعطوف ، { ولتعرفنهم في لحن القول } هو إزالة الكلام عن جهته{[4639]} إلى تورية فكان بعد ذلك ما تكلم منافق عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا استدل بفحوى كلامه على فساد باطنه ، وهو جواب قسم محذوف ، والواو لعطف{[4640]} القسمية على الشرطية ، { والله يعلم أعمالكم }


[4639]:مثل قولهم: راعنا/12 وجيز.
[4640]:والواو لعطف القسمية على الشرطية، وقال في الوجيز: ولام فلعرفتهم قسمية بقرينة عطف قوله:{ولتعرفنهم في لحن القول} عليه فإن المضارع سيما مع نون التأكيد ينافي أن يكون جواب لو، وهذه الطريقة التي اخترناها في بيان تلك الآية كأنها ضالة الحكيم، وفوق كل ذي علم عليم/12 وجيز.