جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (7)

{ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى } جميع البلدان الذي يفتح ، { فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } جملة ما أفاء الله بيان للجملة السابقة ، ولذلك لم يعطف ، كأنه لما قيل : ما خول الله برسوله من أموال بني النضير شيء لم يحصلوه بالقتال ، فلا يقسم قسمة الغنائم . قيل : كيف يقسم ؟ قيل :{ ما أفاء الله } الآية . فعلم أن مال الفيء ، وهو مال أخذ من الكفار من غير قتال ، ولا إيجاف خيل وركاب ليس للجنود فيه نصيب ، بل هو مختص للرسول ، ولذي القربى ، والثلاثة الباقية{[4967]} . وعلم من الحديث أنه ينقسم بخمسة ؛ أربعة أخماس لخاصة النبي- صلى الله عليه وسلم ، والخمس الباقية ينقسم على هؤلاء الخمسة ، وبيان المصارف قد مرّ في سورة الأنفال فلا نعيده ، { كي لا يكون } الفيء { دولة } ما يتداول { بين الأغنياء منكم } فلا يصيب الفقراء كأيام الجاهلية . { وما آتاكم الرسول } أي : ما أمر به { فخذوه } تمسكوا به ، { وما نهاكم عنه } عن إتيانه { فانتهوا } عنه أو ما أعطاكم من المال فاقبلوا وما نهاكم على أخذه فانتهوا . { واتقوا الله إن الله شديد العقاب{[4968]} } لمن خالف .


[4967]:نصدق أن المجموع لهؤلاء الخمسة لا نصيب للغزاة فيه فإن مطمح نظرهم أن يكون الفيء كالغنيمة فتكون أربعة أخماس لهم والخمس لهؤلاء الخمسة فبين الله لهم أن المجموع لهؤلاء الخمسة فتأمل/12 منه.
[4968]:عن أبي رافع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول:لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه". أخرجه أبوا داود والترمذي وقال: هذا حديث حسن/12 فتح. [وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع"]