جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَا قَطَعۡتُم مِّن لِّينَةٍ أَوۡ تَرَكۡتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيُخۡزِيَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (5)

{ ما قطعتم } ما منصوب بقطعتم أي : أيّ شيء { من لينة } هي نوع خاص من النخل أجودها في ألوان التمر أو سوى العجوة والبرنى أو جميع أنواع ، { أو تركتموها قائمة على أصولها } ، فائدة هذا القيد أنه يعلم منه أنهم كانوا يستأصلون ما يقطعون من أصوله وبنيانه ولا يخلون ساقها { فبإذن{[4964]} الله } بأمره ورضائه . نزلت لما حاصرهم وأمر عليه الصلاة والسلام بقطع نخيلهم إرغاما لقلوبهم ، قالوا إنك تنهى عن الفساد ثم تفسد في الأرض فحاك ذاك في صدور المؤمنين ، { وليخزي الفاسقين } علة لمحذوف أي : أذن لهم في قطع بعض وإبقاء بعض ليخزيهم على فسقهم بمزيد حسرتهم وغيظهم .


[4964]:في البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة ولها يقول حسان رضي الله عنه: لهان على سراة بني لؤي *** حريق بالبويرة مستطير فأنزل الله {ما قطعتم من لينة}/12 فتح.