قوله{[19397]} : { ثم لم تكن فتنتهم } الآية [ 24 ] .
قرأ ابن مسعود وأبي{[19398]} ( وما كان فتنتهم ) بالرفع{[19399]} .
ومن قرأ ( تكن ) بالتاء{[19400]} ، ونصب{[19401]} ( الفتنة ){[19402]} ، فإنما أنَّث ، لأن ( القول ) هو ( الفتنة ){[19403]} ، فأنث{[19404]} على المعنى ، وهو مذهب سيبويه{[19405]} .
وقيل : إنما أنت ، لأن { إلا أن قالوا } بمنزلة ( مقالتهم ) فأنث على ذلك{[19406]} . و( قد قرئ ){[19407]} برفع ( الفتنة ) ، والياء في ( يكن ){[19408]} على المعنى ، لأن ( الفتنة بمعنى الفتون ){[19409]} .
ومعنى { فتنتهم } : مقالتهم{[19410]} . وقيل : معذرتهم إلا أن أقسموا بالله ربهم إنهم لم يكونوا مشركين{[19411]} .
ومعناه عند أبي إسحاق أن المشركين افتتنوا بشركهم في الدنيا ، فأخبر الله عنهم أن{[19412]} فتنتهم التي كانت في الدنيا عادت انتفاء{[19413]} من الشرك ، وهذا مثل إنسان يرى ( محباًّ له ){[19414]} في هَلكة{[19415]} فيتبرأ{[19416]} منه ، فيقال له : صارت محبتك ( بترؤا ){[19417]} .
واختار الطبري قراءة النصب في ( ربَّنا ){[19418]} ، لأنه جواب من المشركين الذين قيل لهم : { أين شركاؤكم }{[19419]} ؟ ، فنفوا عن أنفسهم أن يكونوا فعلوا ذلك وأدعوه أنه ربهم كان فنادوه ، ولذلك قال لمحمد : { انظر كيف كذبوا على أنفسهم }{[19420]} .
وإنما قصدوا إلى نفي الشرك عن أنفسهم دون سائر الذنوب والكبائر ، لأنهم رأوا أن كل شيء يغفره الله إن شاء إلا الشرك ، فنفوه{[19421]} عن أنفسهم رجاء أن يغفر لهم ما ارتكبوا دون الشرك{[19422]} ، ودل على ذلك قوله { إن الله لا يغف أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }{[19423]} ( فدل هذا ){[19424]} على أن ما دون الشرك مغفور إن شاء الله ، ذلك : إما بتوبة وإقلاع ، وإما بفضل من الله ورحمة{[19425]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.