{ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } بتأنيث الفعلِ ورفع ( فتنتُهم ) على أنه اسمٌ له والخبرُ { إِلاَّ أَن قَالُوا } وقرئ بنصب ( فتنتَهم ) على أنها الخبرُ والاسمُ إلا أن قالوا ، والتأنيث للخبر كما في قولهم : من كانت أمَّك ؟ وقرئ بالتذكير مع رفع الفتنة ونصبها ، ورفعُها أنسبُ بحسب المعنى ، والجملة عطفٌ على ما قُدّر عاملاً في يوم نحشرهم كما أشير إليه فيما سلف ، والاستثناءُ مفرَّغٌ من أعم الأشياء ، وفتنتُهم إما كفرُهم مراداً به عاقبتُه أي لم تكن عاقبةُ كفرِهم الذي لزِموه مدةَ أعمارِهم وافتخروا به شيئاً من الأشياء إلا جحودَه والتبرؤَ منه بأن يقولوا : { والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } وإما جوابُهم ، عبّر عنه بالفتنة لأنه كذِب ، ووصفُه تعالى بربوبيته لهم للمبالغة في التبرّؤ من الإشراك وقرئ ( ربَّنا ) على النداء ، فهو لإظهار الضراعة والابتهال في استدعاء قبول المعذرة ، وإنما يقولون ذلك مع علمهم بأنه بمعزِلٍ من النفع رأساً من فرط الحَيْرة والدهَش ، وحملُه على معنى ما كنا مشركين عند أنفسنا وما علمنا في الدنيا أنا على خطأ في معتقَدِنا مما لا ينبغي أن يُتوهّم أصلاً ، فإنه يُوهِم أن لهم عذراً ما ، وأن لهم قدرةً على الاعتذار في الجملة ، وذلك مُخِلٌّ بكمال هَوْل اليوم قطعاً ، على أنه قد قضى ببطلانه قوله تعالى : { انظر كَيْفَ كَذَبُوا على أَنفُسِهِمْ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.