جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعۡضِ أَزۡوَٰجِهِۦ حَدِيثٗا فَلَمَّا نَبَّأَتۡ بِهِۦ وَأَظۡهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ عَرَّفَ بَعۡضَهُۥ وَأَعۡرَضَ عَنۢ بَعۡضٖۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتۡ مَنۡ أَنۢبَأَكَ هَٰذَاۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (3)

{ وإذ أسر النبي } منصوب باذكر { إلى بعض أزواجه } حفصة { حديثا } تحريم العسل أو مارية { فلما نبأت به } أخبرت حفصة بالحديث عائشة { وأظهره الله عليه } أطلع الله نبيه على إنبائها { عرف بعضه } أي عرف عليه السلام حفصة بعض ما فعلت { وأعرض عن بعض } ولم يعرفها بعضها على وجه التكرم . عن الحسن ما استقصى{[5049]} كريم قط ، أو جازيها على بعضه بتطليقها ، أو إرادة تطليقها ، وتجاوز عن بعض ، وعن بعض أسر إليها شيئين تحريم الأمة ، وتبشيرها بأن الخلافة بعده في أبي بكر وعمر ، فأخبرها ببعض ما أفشت ، وهو تحريم الأمة ، وأعرض عن ذكر الخلافة ؛ كراهة الانتشار { فلما نبأها به قالت } حفصة { من أنبأك هذا } أي : إني قلت{[5050]} لأحد { قال نبأني العليم الخبير }


[5049]:وعن سفيان لا يزال التغافل من فعل الكرام والله أعلم أن المعرض عنه أي شيء قيل إن المعرف حديث العسل والذي أعرض عنه حديث مارية وأما ما روى أنه أسر إليها بشيئين تحريم أمته وتبشيرها بخلافة أبي بكر وعمر بعده فأفشت شيئين وأعرض عن ذكر الخلافة كراهة الانتشار فقال الشيخ أبو الفداء ابن كثير: في إسناده نظر/12 وجيز.
[5050]:وأفشيت سرك فإنها ظنت عائشة فضحتها/12 وجيز.