بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذۡ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعۡضِ أَزۡوَٰجِهِۦ حَدِيثٗا فَلَمَّا نَبَّأَتۡ بِهِۦ وَأَظۡهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ عَرَّفَ بَعۡضَهُۥ وَأَعۡرَضَ عَنۢ بَعۡضٖۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتۡ مَنۡ أَنۢبَأَكَ هَٰذَاۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (3)

ثم قال عز وجل : { وَإِذَ أَسَرَّ النبي } يعني : أخفى النبي { إلى بَعْضِ أزواجه حَدِيثاً } يعني : كلاماً . { فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ } يعني : أخبرت بذلك الخبر حفصة عائشة ، { وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ } يعني : أظهر الله قولها لرسوله صلى الله عليه وسلم ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ، فأخبرها ببعض ما أخبرت عائشة ، ولم يخبرها عن الجميع ، فذلك قوله : { عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ } يعني : سكت عن بعض . ومن هذا قيل : إن الكريم لا يبالغ في العتاب . قرأ الكسائي : { عَرَّفَ } بالتخفيف يعني : جازاها ببعضه ، والباقون { عَرَّفَ } بالتشديد يعني : عرف حفصة . { فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ } يعني : لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الخبر حفصة ، { قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هذا } يعني : من أخبرك بهذا . { قَالَ نَبَّأَنِي } يعني : أخبرني { العليم الخبير } .