غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذۡ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعۡضِ أَزۡوَٰجِهِۦ حَدِيثٗا فَلَمَّا نَبَّأَتۡ بِهِۦ وَأَظۡهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ عَرَّفَ بَعۡضَهُۥ وَأَعۡرَضَ عَنۢ بَعۡضٖۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتۡ مَنۡ أَنۢبَأَكَ هَٰذَاۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (3)

1

{ و } اذكر { إذا أسرّ النبي إلى بعض أزواجه } وهي حفصة { حديثاً } هو حديث مارية وإمامة الشيخين { فلما نبأت به } حفصة عائشة { وأظهره الله } على نبيه أي أطلعه على إفشائه على لسان جبريل . وقيل : أظهر الله الحديث على النبي فيكون من الظهور { عرف بعضه } أعلم ببعض الحديث . ومن قرأ بالتخفيف من العرفان فمعناه المجازاة من قولك للمسيء " لأعرفنّ لك ذلك " وكان جزاؤه تطليقه إياها . وقيل : المعرف حديث الإمامة والمعرض عنه حديث مارية . وإنما أعرض عن البعض تكرماً . قال سفيان : ما زال التغافل من فعل الكرام . وروي أنه قال لها : ألم أقل لك اكتمي عليّ ؟ قالت : والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي فرحاً بالكرامة التي خص الله بها أبي . وإنما ترك المفعول ولم يقل " فلما نبأت به بعضهنّ وعرفها بعضه لأن ذلك ليس بمقصود وإنما الغرض ذكر جناية حفصة في وجود الإنباء به " ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرمه وحلمه لم يوجد منه إلا الإعلام بالبعض وهو حديث الإمامة . ولما كان المقصود في قوله { من أنبأك هذا } ذكر المنبأ به أتى بالمفعولين جميعاً .

/خ12