- ثم قال تعالى : ( وإذ اسر النبيء إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض . . . )[ 3 ] .
أي : واذكروا أيها المؤمنون ( إذ ) أسر {[69098]} لبعض أزواجه حديثا ، وهو( على ) {[69099]} قول ابن عباس وزيد بن أسلم {[69100]} ما أسر لحفصة من تحريمه لمارية وقوله لها : لا تذكري {[69101]} ما رأيت لعائشة . وقال منصور بن مهران : أسر إلى حفصة أن أبا بكر خليفتي بعدي {[69102]} .
وقيل : هو قوله : بل شربت عسلا ، على ما مضى من الخبر {[69103]} .
وقيل : هو ما كان من خلوته بمارية في بيت عائشة {[69104]} .
- ( فلما نبأت به . . . )[ 3 ] .
- ( وأظهره الله عليه . . . )[ 3 ] .
أي : وأطلع الله نبيه على إعلام حفصة لعائشة بسر النبي .
- ( عرف بعضه وأعرض عن بعض . . . )[ 3 ) .
( أي : عرف النبي حفصة بعض ما أخبرت به عائشة ووبخها عليه وأعرض عن بعض ) {[69105]} فلم يوبخها عليه .
قال المفسرون : أخبر النبي عليه السلام حفصة ببعض ما أخبره الله عنها {[69106]} أنها قالته {[69107]} لعائشة {[69108]} .
ومن قرأ بالتخفيف {[69109]} في ( عرف ) ، فمعناه أن النبي عرف لحفصة ما فعلته ، [ يعني ] {[69110]} غضب على ذلك وجازاها عليه بالطلاق {[69111]} .
وقيل : معنى التشديد {[69112]} أنه مأخوذ من قولك للرجل يجني عليك : لأعرفنك فعلك ، على طريق التوعد والتهديد .
ثم قال : ( فلما [ نبأها ] {[69113]} به . . . )[ 3 ] .
أي : أخبر حفصة/ بأن الله أطلعه على إفشائها سره {[69114]} ] إلى عائشة {[69115]} .
- ( قالت من أنبأك هذا {[69116]} . . . )[ 3 ] .
أي : من أخبرك هذا ؟ ! ( قال ) {[69117]} : خبرني به {[69118]} العليم بكل شيء ، الخبير بالسرائر والعلانية {[69119]} .
ويروى أن السر {[69120]} [ الذي ] الذي أسره النبي عليه السلام هو أنه أسر إلى حفصة( أن الخليفة ) {[69121]} بعده {[69122]} أبو بكر ، وبعده عمر {[69123]} ، وأمرها أن تكتم ذلك ، فأفشته إلى عائشة ، فأعلم الله نبيه ذلك .
( ونبأني ) تعدى إلى مفعول واحد ، و ( أنبأك هذا ) تعدى إلى مفعولين . [ وقد أصل ] {[69124]} النحويون أنه يتعدى إلى ثلاثة ، لا يقتصر على اثنين دون الثالث .
( وتفسير ذلك أن " نَبَّأَ " و " أنْبَأ " بمعنىً في التعدي ، وهما يجريان في الكلام على ضربين :
أحدهما : [ [ أن يدخلا ] {[69125]} على الابتداء دون الخبر ، فهناك لا يقتصر على ( اثنين ) {[69126]}دون الثالث ) {[69127]} لأن الثالث هو خبر الابتداء في الأصل .
والموضع الثاني : [ ألا ] {[69128]} يدخلا على الابتداء والخبر نحو الآية ، فهناك يكتفي باثنين وبواحد {[69129]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.