جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ} (172)

{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ } بدل من بني آدم { ذُرّيتهم } أي : أن الله أخرج ذرية آدم بعضهم من ظهور بعض على نحو ما يتوالد الأبناء من الآباء{[1753]} في الترتيب { وأشهدهم على أنفسهم } أشهد بعضهم على بعض { ألست بربكم قالوا بلى شهدنا{[1754]} } قال بعضهم : شهدنا قول الملائكة لا قول بني آدم وهو أنه قال الله تعالى للملائكة اشهدوا على إقرارهم قالوا شهدنا { أن تقولوا } أي : كراهة أن تقولوا { يوم القيامة إنا كنا عن هذا } أي : عن إنك ربنا { غافلين } لم ننبه عليه ولذلك نصبنا الأدلة على الربوبية وأرسلنا الرسل بذكرهم العهد فلا يكون لهم عذر .


[1753]:والمعنى أن الله سبحانه لما خلق آدم مسح على ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته، وأخذ عليهم العهد وهؤلاء هم عالم الذر وهذا هو الحق الذي لا ينبغي العدول عنه ولا المصير إلى غيره لثبوته مرفوعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وموقوفا على غير واحد من الصحابة ولا ملجيء للمصير إلى المجاز وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل/12ف، واختلف الناس في كيفية الاستخراج على أقوال لا مستند لها والحق وجوب اعتقاد إخراجها من ظهر آدم كما شاء الله تعالى كما ورد في الصحيح قال المقبلي في الأبحاث ولا يبعد دعوى التواتر المعنوي في الأحاديث والروايات الواردة في ذلك/12 فتح.
[1754]:أي: على أنفسنا بأنك ربنا واختلفوا في الإجابة هذه كيف كانت أجابوا بلسان المقال أم أجابوه بلسان الحال والظاهر الأول، ونكل علم كيفيتها إلى الله سبحانه/12 فتح، والظاهر أنه لما ردهم إلى ظهره قبض أرواحهم، وأما أن الأرواح أين رجعت بعد رد الذريات إلى ظهره فهذه مسألة غامضة لا يتطرق إليها النظر بأكثر من أن يقال: رجعت كما كانت عليه قبل حلولها في الذرات والحق أن كل ما لم يرد فيه نص من كتاب والسنة فإطوائه على غرة أولى وترك الخوض فيه أحرى/12 فتح.