التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ} (172)

قوله تعالى : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون }

قال البخاري : حدثنا قيس بن حفص ، حدثنا خالد بن الحارث ، حدثنا شعبة ، عن أبي عمران الجوني عن أنس يرفعه : " إن الله يقول لأهون أهل النار عذابا لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به ؟ قال : نعم . قال : فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم : أن لا تشرك بي ، فأبيت إلا الشرك "

( الصحيح 6/419 ح3334 – ك أحاديث الأنبياء ، ب خلق آدم وذريته ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح 4/2160 – 2161 ح 2805 – صفات المنافقين – ب طلب الكافر الفداء ) .

قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد . حدثنا أبو نعيم . حدثنا هشام بن سعد عن زيد أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما خلق الله آدم مسح ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ، ثم عرضهم على آدم ، فقال : أي رب من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ، فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه ، فقال : أي رب من هذا ؟ فقال : هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود ، فقال : رب كم جعلت عمره ؟ قال : ستين سنة ، قال : أي رب زده من عمري أربعين سنة ، فلما قضى عمر آدم جاءه ملك الموت ، فقال : أو لم يبق من عمري أربعون سنة ؟ قال : أو لم تعطها ابنك داود ؟ قال : فجحد آدم فجحدت ذريته ، ونسي آدم فنسيت ذريته ، وخطيء آدم فخطئت ذريته .

( السنن 5/267 ح 3076 – ك التفسير ، ب ومن سورة الأعراف ) ، وأخرجه الحاكم ( المستدرك 2/325 ) من طريق : بشر بن موسى الأسدي وعلي بن عبد العزيز ، كلاهما عن أبي نعيم به . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وأورده الألباني في صحيح سنن الترمذي ( ح 2459 ) .

قال أحمد : حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير يعني ابن حازم عن كلثوم بن حبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال { ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون } .

( المسند 2455 ) ، وأخرجه النسائي ( التفسير 1/506 ح 211 ) عن محمد بن عبد الرحيم . والطبري ( التفسير 13/222 ح 15338 ) عن أحمد بن محمد الطوسي والحاكم ( المستدرك 2/544 ) من طريق جعفر بن محمد الصائغ ، كلهم عن حسين بن محمد به . قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي . وعزاه الهيثمي لأحمد ، وقال : رجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 7/25 ، 188 ، 189 ) . وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح . وحسن إسناده محقق النسائي . وأورده الألباني في ( السلسلة الصحيحة ح 1623 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم } ، قال : إن الله خلق آدم عليه السلام ، ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر ، فقال لهم : من ربكم ؟ قالوا : الله ربنا ! ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كل من أخذ ميثاقه ، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم الساعة .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا كثير بن شهاب ثنا محمد بن سعيد بن سابق ، أنبأنا أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية رفيع ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه في قول الله تعالى : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون } قال : جمعه له يومئذ جميعا ما هو كاين منه إلى يوم القيامة فجعلهم أزواجا ثم صورهم ، ثم استنطقهم وتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق { وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون } قال : فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع ، وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أن لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئا وإني سأرسل لكم رسلا ينذرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي ، قالوا : نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب غيرك ، ولا إله لنا غيرك ، فأقروا له يومئذ بالطاعة ورفع أباهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك . فقال : يا رب لو سويت بين عبادك ، قال : إني أحببت أن أشكر ، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور ، وخصوا بميثاق آخر من الرسالة والنبوة فهو الذي يقول تعالى : { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا } وهو الذي يقول : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } وفي ذلك قال : { هذا نذير من النذر الأولى } وفي ذلك قال : { وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } .

وسنده حسن ، وأخرجه الحاكم من طريق أبي جعفر الرازي به ، ( المستدرك 2/323 – 324 – ك التفسير ) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وأخرجه الضياء المقدسي ( المختارة 3/363 – 366 ح 1158 – 1159 ) من طرق عن الربيع بن أنس بنحوه ، قال محققه : إسناده حسن . وقد حكم الحافظ ابن حجر على طريق أبي جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن إسناده جيد وانظر مقدمة هذه الموسوعة عن التفصيل في هذا الإسناد .