جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَثۚ ذَّـٰلِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} (176)

{ ولو شئنا لرفعناه } إلى الدرجات العلى { بها } بسبب تلك الآيات { ولكنه أخلد إلى الأرض } مال إلى الدنيا وزخارفها فإن جميع زخارفها من الأرض { واتّبع هواه } في أخذ الرشوة والإعراض عن أمر الله تعالى { فمثله كمثل الكلب } في أخس أحواله وهو { إن تحمل عليه } إن شد عليه فطرد { يلهث{[1764]} } : هو إخراج الكلب اللسان { أو تتركه } غير متعرض له بالزجر { يلهث } قد نقل : إن بلعم لما دعا عليهم اندلع لسانه فوقع على صدره وجعل يلهث كالكلب أو مثله في أنه إن وعظته أو تركته فهو على الضلال كالكلب في لهثته في الحالتين أو إن قلب الكافر ضعيف كالكلب فإن لهث الكلب من ضعف قلبه ولا يلهث سائر الحيوان إلا في حال إعياء أو عطش { ذلك مَثل القوم الذين كذّبوا بآياتنا فاقصُص القَصَصَ{[1765]} } المذكور على اليهود أو على كفار مكة { لعلهم يتفكّرون } فيعلموا أنها شابهت قصتهم وحالهم فيتعظوا{[1766]} .


[1764]:اللهث التنفس بسرعة وتحرك أطراف الفم مع امتداد اللسان/12 وجيز.
[1765]:أي: القصة المذكورة عليهم/12.
[1766]:فإن الله تعالى أعطاهم النعم ما لم يعط أحدا ميزهم بالعلم وأنزل عليهم الكتب وجعل فيهم الأنبياء فيعرفون محمدا كما يعرفون أبناءهم فلو مالوا إلى الأرض لأحل الله عليهم ذل الدنيا والآخرة/12 منه.