جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ} (179)

{ ولقد ذرأنا{[1767]} } خلقنا { لجهنم } اللام للعاقبة { كثيرا من الجن والإنس } وهم الذين حقت عليهم كلمة الشقاوة { لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يُبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها } أي : لا ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي خلقها الله للاهتداء ، { أولئك كالأنعام } في عدم فقه معرفة الحق والإبصار للاعتبار والاستماع للتدبر بل صرفوا مشاعرهم وقصروها في أسباب التعيش { بل هم أضل } فإن الدواب تفعل ما خلقت له إما بالطبع وإما بالتسخير وترتدع عن مضارها بخلاف الكافر فإنه خلق ليعبد الله وهو يعبد الشيطان ويعلم بعضهم أنه يضره ويرتكبه عنادا { أولئك هم الغافلون } أشد غفلة لا غفلة بعد .


[1767]:ولما علم من القصص أن أكثر الخلق هالك صرح بذلك مقسما؛ لأنه لا يكاد يصدق أن الإنسان أضل من البهائم قال (ولقد ذرأنا) الآية/12 وجيز.