وقوله تعالى : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ ) لم يخرج لهذا الحرف جواب في الظاهر لأن جوابه أن يقول ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ) يفعل بك كذا .
ثم أهل التأويل اختلفوا في جوابه قال بعضهم : هو صلة قوله ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) يقول تعالى : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ) ( يُجَادِلُونَكَ ) كما كرهوا الخروج ، وجادلوك في قسمة الأنفال جادلوك في أمر الغيب[ في الأصل وم : الغير ] .
ومنهم من يقول : جوابه في قوله تعالى : ( إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ )[ الأنفال : 11 ] يقول : كما أجبتم الله في الخروج للقتال على غير تدبير منكم في ذلك ولا نظر . فعلى ذلك يجيبكم في النعاس ( أمنة منه ) وإنزال الماء من السماء والتطهير به وتثبيت الأقدام على غير علم منكم ولا تدبير .
ومنهم من يقول : [ جوابه في ][ ساقطة في الأصل وم ] قوله تعالى : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ ) غير متأهبين للقتال ولا مستعدين له كذلك يعدكم النصر والظفر ، والله أعلم .
وقوله تعالى ( بالحق ) يحتمل وجوها : يحتمل ( بالحق ) الذي عليهم من الأمر بالخروج والقتال ، ويحتمل ( بالحق ) بالوعد الذي وعد لهم النصر والظفر وقال بعض أهل التأويل ( بالحق ) أي بالقرآن . ولإن [ في الأصل وم : ولكن ] كان فهو ما ذكرنا بالأمر الذي يأمر القرآن .
وقوله تعالى : ( وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ) يحتمل وجهين : يحتمل ( فريقا من المؤمنين ) في الظاهر وهم المنافقون كرهوا الخروج للقتال ، و يحتمل أن يكون المؤمنون في الحقيقة كرهوا الخروج للقتال كراهة الطبع لا كراهم الاختيار لم ا أمروا بالقتال [ غير متأهبين للقتال ][ ساقطة من الأصل وم ] ولا مستعدين ، فكرهت أنفسهم ذلك كراهة الطبع لما لم يكن أسباب القتال لا لأنهم [ في الأصل وم : أنهم ] كرهوا أمر الله كراهة الاختيار .
وفي هذه الآية دلالة أن الأمر قد يكون في الشيء وإن لم يعلم وقت الأمر في ما يؤمر . وفيه دليل جواز تأخر البيان لأنهم أمروا بالخروج للقتال ، ولم يعلموا وقت الخروج على ماذا يؤمرون ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.