قوله : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق }[ 5 ] ، الآية .
قال الكسائي{[26794]} : " الكاف " : نعت لمصدر : { يجادلونك } ، والتقدير{[26795]} : يجادلونك في الحق مجادلة { كما أخرجك }{[26796]} .
وقال الأخفش{[26797]} : " الكاف " نعت ل : " حق " ، والتقدير{[26798]} : هم المؤمنون حقا { كما أخرجك }{[26799]} .
وقيل : " الكاف " في موضع رفع ، والتقدير{[26800]} : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق } { فاتقوا الله } ، كأنه ابتداء وخبر{[26801]} .
وقال أبو عبيدة : هو قسم{[26802]} ، أي : لهم درجات ومغفرة ورزق كريم ، والذي أخرجك من بيتك بالحق ، ف : " الكاف " بمعنى : " الواو " {[26803]} .
وقال الزجاج{[26804]} : " الكاف " في موضع نصب ، والتقدير{[26805]} : الأنفال ثابتة{[26806]} لك ثباتا { كما أخرجك ربك } ، والمعنى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق } وهم كارهون ، كذلك تنفل من رأيت{[26807]} .
وقال الفراء التقدير : امض لأمرك في الغنائم ، ونفِّل من شئت وإن كرهوا { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق }{[26808]} .
وقيل : " الكاف " في موضع رفع ، والتقدير{[26809]} :
{ إنما المومنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } ، إلى : { لهم درجات عند ربهم{[26810]} ومغفرة ورزق كريم } ، هذا وعد وحق { كما أرجك ربك من بيتك بالحق }{[26811]} .
وقيل المعنى : { وأصلحوا ذات بينكم } ذلك خير لكم { كما أخرجك } ف : " الكاف " : نعت لخبر ابتداء محذوف هو الابتداء{[26812]} .
وقيل التقدير{[26813]} : { قل الانفال لله والرسول } { كما أخرجك }{[26814]} .
قال عكرمة في الآية : { وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مومنين } { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق }{[26815]} ، أي : الطاعة خير لكم ، كما كان إخراجك من بيتك بالحق خيرا لك{[26816]} .
وقوله : { وإن فريقا من المومنين لكارهون }[ 5 ] .
قال ابن عباس : لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأبي سفيان أنه مقبل من الشام ، ندب إليه{[26817]} من المسلمين ، وقال : هذه عير قريش{[26818]} فيها/أموالهم ، فاخرجوا إليها ، لعل الله أن ينفلكموها{[26819]} ! فانتدب الناس ، فخفّ بعضهم وثقُل بعضهم ، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا{[26820]} . فنزلت : { وإن فريقا من المومنين لكارهون }{[26821]} .
قال السدي : { لكارهون } : لطلب المشركين{[26822]} .
{ لله والرسول }[ 1 ] ، وقف{[26823]} .
و{ مومنين }[ 1 ] ، وقف{[26824]} .
ويكون تقدير{[26825]} الآية وتفسيرها : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما نظر إلى قلة المسلمين يوم بدر وإلى كثرة المشركين قال : " من قتل قتيلا فله كذا وكذا ، وإن أسر أسيرا فله كذا وكذا{[26826]} " ليرغبهم في القتال ، فلما هزمهم الله عز وجل ، وأظفره بهم ، قام إليه سعد بن عبادة{[26827]} ، فقال له : يا رسول الله ، إن أعطيت هؤلاء ما وعدتهم بقي خلق من المسلمين بغير شيء ، فأنزل الله : { قل الانفال لله والرسول } ، أي : يصنع فيها ما يشاء . فأمسكوا لما سمعوا ذلك على كراهية منهم له ، فأنزل الله عز وجل : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق } ، أي : امض لأمر الله في الغنائم ، وهم كارهون لذلك ، أي : بعضهم ، كما مضيت لأمر الله عز وجل في خروجك وهم له كارهون ، أي : بعضهم{[26828]} .
فإن جعلت التقدير{[26829]} : { يسئلونك عن الانفال } كما جادلوك يوم بدر ، فقالوا : لم تخرجنا للقتال فنستعد{[26830]} له ، إنما أخرجتنا للغنيمة ، فلا يحسن الوقف على ما قبل " الكاف " على هذا{[26831]} .
وعلى قول أبي عبيدة أن " الكاف " في موضع : واو القسم ، يحسن الوقف على ما قبل " الكاف " كأنه قال : والذي أخرجك من بيتك بالحق ، كما قال : { وما خلق الذكر والانثى }{[26832]} ، أي : والذي خلق الذكر{[26833]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.