بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ} (35)

قوله تعالى : { يَوْمَ يحمى عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ } ، يعني : يوقد على الكنوز ، { فتكوى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ } ، ويقال لهم : { هذا مَا كَنَزْتُمْ لأنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } ، يعني : فذوقوا العذاب بما كنتم تكنزون .

قال الفقيه : حدثنا محمد بن الفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا إبراهيم بن يوق قال : حدثنا أبو معاوية ، ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود رضوان الله عليهم أنه قال : والذي لا إله غيره ، لا يعذب رجل بكنز فيمس دينار ديناراً ، ولا درهم درهماً ، ولكن يوسع جلده حتى يوضع كل درهم على حدة وكل دينار على حدة . وروى أبو أمامة الباهلي قال : مات رجل من أهل الصُّفة فوجد في مؤتزره دينار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كية » . ومات رجل آخر فوجد في مؤتزره ديناران فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « كيتان » والمعنى في ذلك أنه قد أصاب ذلك من الغلول ، ولو لم يكن أصابه من الغلول لكان لا يستحق العقوبة ، لأن الزكاة لا تجب في أقل من عشرين ديناراً . وقال بعضهم : كان هذا في الوقت الذي وجب عليه أن ينفق الفضل .