معاني القرآن للفراء - الفراء  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءٗ وَٱلۡقَمَرَ نُورٗا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (5)

وقوله : { جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ . . . }

ولم يقل : وقدّرهما . فإن شئت جعلت تقدير المنازل القمر خاصّة لأنّ به نعلم الشهور . وإن شئت جعلت التقدير لهما جميعا ، فاكتفي بذكر أحدهما من صاحبه كما قال الشاعر :

رمانى بأمرٍ كنتُ منه ووالدى *** بريئا ومن جُولِ الطَوىّ رمانى

وهو مثل قوله { والله ورسولُه أَحَقُّ أَن يُرْضُوه } ولم يقل : أن يرضوهما .