محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءٗ وَٱلۡقَمَرَ نُورٗا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (5)

ثم نبه تعالى ، للاستدلال على وحدته في ربوبيته ، بآثار صنعه في النيرين ، إثر الاستدلال بما مر من إبداع السماوات والأرض ، بقوله سبحانه :

/ [ 5 ] { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون 5 } .

{ هو الذي جعل الشمس ضياء } للعالمين بالنهار { والقمر نورا } أي لهم بالليل ، والضياء أقوى من النور . { وقدره منازل } الضمير لهما ، بتأويل كل واحد منهما ، أو للقمر ، وخص بما ذكر ، لكون منازله معلومة محسوسة ، وتعلق أحكام الشريعة به ، وكونه عمدة في تواريخ العرب { لتعلموا عدد السنين والحساب } أي حساب الشهور والأيام ، مما نيط به المصالح في المعاملات والتصرفات { ما خلق الله ذلك إلا بالحق } أي بالحكمة البالغة { يفصل الآيات لقوم يعلمون } أي يبين الآيات التكوينية أو التنزيلية المنبهة على ذلك لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الكائنات ، فيستدلون بذلك على وحدة مبدعها .

قال السيوطيّ : هذه الآية أصل في علم المواقيت والحساب ومنازل القمر والتاريخ .

/خ6