معاني القرآن للفراء - الفراء  
{إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (4)

وقوله : { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً . . . }

رفعت المرجع ب ( إليه ) ، ونصبت قوله { وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً } بخروجه منهما . ولو كان رفعا كما تقول : الحقُّ عليك واجب وواجباً كان صوابا . ولو استؤنف ( وعد الله حق ) كان صوابا .

( إنه يَبْدَأ الخَلْقَ ) مكسورة لأنها مستأنفة . وقد فتحها بعض القرّاء . ونُرى أنه جعلها اسما للحق وجعل ( وعد الله ) متصلا بقوله ( إليه مرجعكم ) ثم قال : " حقّا أَنه يبدأ الخلق " ؛ ف ( أنه ) في موضع رفع ؛ كما قال الشاعر :

أحقّا عباد الله أن لست لاقيا *** بُثَيْنَة أو يلقى الثريا رقِيبُها

وقال الآخر :

أحقا عباد الله جُرْأَةُ محلق *** علىّ وقد أعييت عادا وتبّعا