مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءٗ وَٱلۡقَمَرَ نُورٗا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (5)

{ هُوَ الذى جَعَلَ الشمس ضِيَاء } الياء فيه منقلبة عن واو «ضواء » لكثرة ما قبلها وقلبها قنبل همزة لأنها للحركة أجمل { والقمر نُوراً } والضياء أقوى من النور فلذا جعله للشمس { وَقَدَّرَهُ } وقدر القمر أي وقدر مسيره { مَنَازِلَ } أو وقدره ذا منازل كقوله { والقمر قدرناه منازل } [ ياس : 39 ] { لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين } أي عدد السنين والشهور فاكتفى بالسنين لاشتمالها على الشهور { والحساب } وحساب الآجال والمواقيت المقدرة بالسنين والشهور { مَا خَلَقَ الله ذلك } المذكور { إِلاّ } ملتبساً { بالحق } الذي هو الحكمة البالغة ولم يخلقه عبثاً { يُفَصّلُ الآيات } مكي وبصري وحفص وبالنون غيرهم { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } فينتفعون بالتأمل فيها .