قوله : { وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ 10 } ،
واحدة . وقد قرأ أهل الحجاز ( غَياَبَاتِ ) على الجمع ، { يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ } ، قرأه العامّة بالياء ؛ لأن ( بعض ) ذكر ، وإن أُضيف إلى تأنيث . وقد قرأ الحسن - فيما ذُكِر عنه - ب : ذكروا ( تَلْتَقِطْهُ ) ، بالتاء ، وذلك أنه ذهب إلى السَّيارة . والعرب إذا أضافت المذكّر إلى المؤنّث وهو فعل له أو هو بعض له قالوا فيه بالتأنيث والتذكير . وأنشدونا :
على قبضة موجوءة ظهر كفّه *** فلا المرء مُسْتحىٍ ولا هو طاعم
ذهب إلى الكفّ وألغى الظهر ؛ لأن الكف يُجزئ من الظهر ، فكأنه قال : موجوءة كفُّه . وأنشدني العُكْلِىّ أبو ثَرْوان :
أرى مَرَّ السنين أخذن منى *** كما أخَذ السِّرار من الهلال
قد صرَّح السير عن كُتْمان وابتُذلتْ *** وَقْعُ المحاجن بالمَهْرِيَّة الذُقُنِ
أراد : وابتذلت المحاجن وألغى الوقع . وأنشدني الكسائي :
إذا ماتَ منهم سَيّد قام سَيّد *** فَدانَتْ له أهل القُرَى والكنائسِ
وتَشرَقُ بالقول الذي قد أذعْتَه *** كما شرِقت صدرُ القناة منَ الدَّم
لما أتى خبرُ الزُبَير تهدّمت *** سورُ المدينة والجبالُ الخُشّعُ
وإنما جاز هذا كلّه لأن الثاني يكفي مِن الأوَّل ؛ ألا ترى أنه لو قال : تلتقطه السيَّارة ، لجاز وكفي من ( بعض ) ، ولا يجوز أن يقول : قد ضربْتني غلامُ جاريتك ؛ لأنك لو ألقيت الغلام لم تدلّ الجارية على معناه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.