{ قَالَ قَائِلٌ منْهُمْ } هو يهوذا وكان أحسنَهم فيه رأياً وهو الذي قال : { فَلَنْ أَبْرَحَ الأرض } [ يوسف ، الآية 80 ] الخ ، وقيل : روبيل وهو استئنافٌ مبنيٌّ على سؤال من سأل وقال : اتفقوا على ما عُرض عليهم من خصلتي الضّيْع أم خالفهم في ذلك أحدٌ فقيل : قال قائل منهم : { لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ } أظهره في مقام الإضمار استجلاباً لشفقتهم عليه أو استعظاماً لقتله وهو هو ، فإنه يروى أنه قال لهم : القتلُ عظيمٌ ولم يصرّح بنهيهم عن الخَصلة الأخرى وأحاله على أولوية ما عرضه عليهم بقوله : { وَأَلْقُوهُ في غَيَابَةِ الجب } أي في قعره وغوره . سُمِّي بها لغَيبته عن عين الناظرِ ، والجبّ البئرُ التي لم تُطْوَ بعدُ لأنها أرضٌ جُبّت جباً من غير أن يُزاد على ذلك شيءٌ ، وقرأ نافعٌ في غيابات الجب في الموضعين كأن لتلك الجبّ غياباتٍ أو أراد بالجب الجنسَ أي في بعض غيابات الجبِّ وقرىء غيابات وغيبة { يَلْتَقِطْهُ } يأخذْه على وجه الصيانة عن الضياع والتلف فإن الالتقاطَ أخذُ شيءٍ مشرف على الضياع { بَعْضُ السيارة } أي بعض طائفةٍ تسير في الأرض واللام في السيارة كما في الجب وما فيهما وفي البعض من الإبهام لتحقيق ما يتوخاه من ترويج كلامِه بموافقته لغرضهم الذي هو تنائي يوسفَ عنهم بحيث لا يدرى أثرُه ولا يروى خبرُه وقرىء تلتقطْه على التأنيث لأن بعضَ السيارة سيارةٌ كقوله : [ الطويل ]
[ وتشرق بالقول الذي قد أذعته ] *** كما شرِقَتْ صدرُ القناةِ من الدمِ{[432]}
ومنه قُطعت بعضُ أصابعه { إِن كُنتُمْ فاعلين } بمشورتي ، لم يبُتَّ القول عليهم بل إنما عرض عليهم ذلك تألفاً لقلبهم وتوجيهاً لهم إلى رأيه وحذراً من نسبتهم له إلى التحكم والافتيات ، أو إن كنتم فاعلين ما أزمعتم عليه من إزالته من عند أبيه لا محالة ولما كان هذا مظنةً لسؤال سائل يقول : فما فعلوا بعد ذلك قبِلوا ذلك منه أو لا ؟ أجيب بطريق الاستئناف على وجه أُدرج في تضاعيفه قبولُهم له بما سيجيء من قوله : { وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ في غَيَابَةِ الجب } [ يوسف ، الآية 15 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.