{ يتوارى } ، يستخفي ، { من القوم من سوء ما بشر به } ، من أجل سوء المبشر به ، ولم يظهر أياماً يحدث نفسه ويدبر فيها ماذا يصنع بها ، وذلك قوله : { أيمسكه } ، أي : يحبسه ، { على هون } ، ذل وهوان . والظاهر أن هذا صفة المولود ، أي : يمسكها على هوان منه لها . وقال عطاء عن ابن عباس : إنه صفة الأب ، أي : يمسكها مع الرضا بهوان نفسه ، { أم يدسه في التراب } ، أي : بيده . والدس إخفاء الشيء في الشيء . وإنما ذكر الضمير في { يمسكه } ، و{ يدسه } ، باعتبار ما بشر به . كانوا مختلفين في قتل البنات فمنهم من يحفر الحفيرة ويدفنها إلى أن تموت ، ومنهم من يرميها من شاهق جبل ، ومنهم من يغرقها ، ومنها من يذبحها . وكانوا يفعلون ذلك تارة للغيرة والحمية ، وأخرى خوفاً من الفقر والفاقة ولزوم النفقة . روي أن رجلاً قال : يا رسول الله والذين بعثك بالحق ما أجد حلاوة الإسلام وقد كانت لي في الجاهلية ابنة ، وأمرت امرأتي أن تزينها وأخرجتها ، فلما انتهيت إلى وادٍ بعيد القعر ألقيتها ، فقالت : يا أبتي قتلتني . فكلما ذكرت قولها لم ينفعني شيء . فقال صلى الله عليه وسلم : ما في الجاهلية فقد هدمه الإسلام ، وما في الإسلام يهدمه الاستغفار . ولا ريب أن الأنثى التي هذا محلها عندهم ، كانت في غاية الكراهية والتنفير ، ومع ذلك أثبتوها لله المتعالي عن الصاحبة والولد ، فلذلك قال : { ألا ساء ما يحكمون للذين لا يؤمنون بالآخرة } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.