{ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ( 59 ) } :
{ يَتَوَارَى } ، أي : يتغيب ويختفي ، { مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ } ، أي : من سوء الحزن والعار ، والحياء الذي يلحقه بسبب حدوث البنت له ، تعلق هنا جاران بلفظ واحد ، لاختلاف معناهما ، فإن الأولى للابتداء والثانية للعلة ، أي : من أجل سوءه وسوؤها ، من حيث كونها يخاف عليها الزنا ، ومن حيث كونها لا تكتسب ، ومن حيث غير ذلك .
{ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ } ، قال اليزيدي : الهون ، الهوان بلغة قريش ، وكذا حكى عن الكسائي ، وحكى عنه أيضا ، أنه البلاء والمشقة . وقال الفراء : الهون ، القليل بلغة تميم . وعن الأعمش : أنه قرأ أيمسكه على سوء ، { أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ } ، أي : يخفيه فيه بالوأد ، كما كانت تفعله العرب ، والدس إخفاء الشيء في الشيء ، فلا يزال الذي بشر بحدوث الأنثى مترددا بين هذين الأمرين ، والتذكير في " يمسكه ويدسه " مع كونه عبارة عن الأنثى لرعاية اللفظ ، وقرأ الجحدري : " أم يدسها " ، ويلزمه أن يقرأ : " أيمسكها " ، وقيل : دسها ، إخفاؤها عن الناس حتى لا تعرف ، كالمدسوس لإخفائه عن الأبصار .
{ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } ، حيث أضافوا البنات التي يكرهونها إلى الله سبحانه ، وأضافوا البنين المحبوبين عندهم إلى أنفسهم ، ومثله قوله تعالى : { ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى } ، قال السدي : بئسما حكموا ، بقول شيء لا يرضونه لأنفسهم ، فكيف يرضونه لي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.