معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (36)

وقوله : { وَقُلْنا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ . . . }

فإنه خاطب آدم وامرأته ، ويقال أيضا : آدم وإبليس ، وقال : " اهبطوا " يعنيه ويعنى ذرّيته ، فكأنه خاطبهم . وهو كقوله : { فَقَالَ لَها وللأَرْضِ ائتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْها قَالَتَا أَتَيْنا طَائعِينَ } . المعنى - والله أعلم - أَتَيْنا بما فينا من الخلق طائعين . ومثله قول إبراهيم : " رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ " . ثم قال : { وَأَرِنا مَناسِكَنا } وفي قراءة عبد الله " وَأَرِهِمْ مَناسِكَهُمْ " فجمع قبل أن تكون ذرّيته . فهذا ومثله في الكلام مما تتبيّن به المعنى أن تقول للرجل : قد تزوّجتَ ووُلِدََ لك فكثُرْتم وعَزَزتم .