محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (36)

{ فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين 36 } .

{ فأزلهما الشيطان عنها } أي أذهبهما عن الجنة ، وأبعدهما . يقال : زل عن مرتبته ، وزل عني ذاك ، إذا ذهب عنك ؛ وزل من الشهر كذا . وقال ابن جرير : فأزلهما ، بتشديد اللام ، بمعنى استزلهما ، من قولك زل الرجل في دينه ، إذا هفا فيه وأخطأ ، فأتى ما ليس له إتيان فيه ، وأزله غيره إذا سبب له ما يزل من أجله في دينه أو دنياه . وقرئ " فأزالهما " بالألف ، من التنحية { فأخرجهما مما كانا فيه } من الرغد والنعيم والكرامة { وقلنا اهبطوا } أي انزلوا إلى الأرض ، خطاب لآدم وحواء والشيطان . أو خطاب لآدم وحواء خاصة ، لقوله في الآية الأخرى { قال اهبطا منها جميعا } {[569]} وجمع الضمير لأنهما أصلا الإنس ، فكأنهما الإنس كلهم { بعضكم لبعض عدو } متعادين يبغي بعضكم على بعض { ولكم في الأرض مستقر } منزل وموضع استقرار { ومتاع } تمتع بالعيش { إلى حين } أي إلى الموت .

39


[569]:[20/ طه/ 123] ونصها: {قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى 123}.