{ فأزلهما } استزلهما وأوقعهما في الزلة { اهبطوا } انزلوا من فوق إلى الأسفل
{ مستقر } موضع استقرار في حياتكم أو بعد موتكم تكون فيها قبوركم
{ متاع } ما تمتعون به { حين } وقت أجل
{ فأزلهما الشيطان عنها } طوى هنا ما بعد بينته آيات محكمات أخر ، منها قول الحق تقدست أسماؤه : { فوسوس لهما الشيطان }{[222]} { فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما . . . ){[223]} وأزل تكون بمعنى : نحى وعلى هذا يكون الضمير في { عنها } عائد إلى الجنة أي : فلما نسي ما عهد إليهما به من توقي تلبيس إبليس { فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فَتَشْقَى }{[224]} فوقعا في تزيينه وإغوائه فكان ذلك سبب تنحيتهما عن الجنة ويمكن أن تكون أزل بمعنى أوقعهما في الزلل والخطأ ويكون الضمير عائد إلى الشجرة فيصبح تقدير الكلام : فوسوس إليهما فأوقعهما في الزلل بسبب الشجرة والأكل منها و[ عن ] تأتي للسببية كما في قوله تعالى : { يؤفك عنه من أفك }{[225]} أي : يصرف بسببه من هو مأفوك .
{ فأخرجهما مما كانا فيه } فبتنحية آدم وحواء من الجنة إذ دلاهما الشيطان ففوت عليهما سكنى الجنان وهنئ الطعام وبهي الكساء ؛ { فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة . . . }{[226]} وقد أعذر الله تعالى إليهما : { فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أَلَّا تجوع فيها ولا تعرى . وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى }{[227]} .
{ وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو } طرد إبليس من ملأ السماء ثم أهبط آدم وزوجه من الجنة فحسدهما الشيطان على ما آتاهما الله تعالى من فضله وإذ طرد اللعين صاغرا ذليلا { قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون }{[228]} طلب الإهمال إلى يوم البعث وإذا قام الخلق للحساب فلا موت بعد ذلك لكن الحكيم سبحانه أمهله إلى حين يهلك من في السموات ومن في الأرض إلا من يشاء الله { قال فإنك من المنظرين . إلى يوم الوقت المعلوم }{[229]} ؛ { قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم }{[230]} { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين }{[231]} وهكذا بدأت حياة الجنس البشري على هذا الكوكب ، والأبالسة لإغوائه بالمرصاد { بعضهم لبعض عدو } فهل يحذر الناس من تولى أعدائهم ؟ { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا . . . }{[232]} { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إِنّا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون }{[233]} { . . . أَفَتَتَّخِذُونَه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا }{[234]} .
{ ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } جعل الله تعالى الأرض مستقرا للثقلين الجن والإنس موضع استقرار لهم وتمتع وانتفاع إلى أجل قضاه الله الحكيم العليم فإذا انقضى قبروا على أن يجيء وعد الله الحق فيخرجون من أجداثهم ومن طيات الأرض التي نبتوا منها ودرجوا عليها ثم أعيدوا إليها وبعثوا منها ؛ ثم تبدل الأرض غير الأرض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.