وقوله : { وَاتَّقُواْ يَوْما لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً . . . }
فإنه قد يعود على اليوم والليلة ذِكْرُهما مرّة بالهاء وحدها ومرة بالصِّفَة فيجوز ذلك ؛ كقولك : لا تجزى نفس عن نفس شيئا وتضمر الصفة ، ثم تظهرها فتقول : لا تجزى فيه نفس عن نفس شيئا . وكان الكسائي لا يجيز إضمار الصفة في الصلات ويقول : لو أجزت إضمار الصفة ها هنا لأجزت : أنت الذي تكلمتُ وأنا أريد الذي تكلمتُ فيه . وقال غيره من أهل البصرة : لا نجيز الهاء ولا تكون ، وإنما يضمر في مثل هذا الموضع الصفة . وقد أنشدني بعض العرب :
يا رُبَّ يَوْم لو تَنَزّاهُ حول *** أَلْفَيْتَنى ذا عنزٍ وذا طول
قد صَبَّحتْ صبَّحها السّلامُ *** بِكَبِدٍ خالَطها سَنامُ
*** في ساعة يُحَبُّها الطّعامُ ***
ولم يقل يُحَبّ فيها . وليس يدخل على الكسائيّ ما أدخل على نفسه ؛ لأن الصفة في هذا الموضع والهاء متّفق معناهما ، ألا ترى أنك تقول : آتيك يومَ الخميس ، وفي يوم الخميس ، فترى المعنى واحدا ، وإذا قلت : كلمتُك كان غيرَ كلّمتُ فيك ، فلما اختلف المعنى لم يجز إضمار الهاء مكان " في " ولا إضمار " في " مكان الهاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.