وقوله : { فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ . . . }
يقول القائل : هل كان لهم قليلٌ من الإيمان أو كثيرٌ ؟ ففيه وجهان من العربية : أحدهما - ألاّ يكونوا آمنوا قليلا ولا كثيرا . ومثله مما تقوله العرب بالقِلّة على أن ينفوا الفعل كلّه قولهم : قَلَّ ما رأيتُ مثلَ هذا قَطّ . وحكى الكسائي عن العرب : مررتُ بِبلادٍ قَلَّ ما تُنبت إلاّ البصلَ والكرّاث . أي ما تنبت إلاّ هذين . وكذلك قول العرب : ما أكاد أَبرحُ منزلي ؛ وليس يَبرحُه وقد يكون أَنْ يبرحه قليلا . والوجه الآخر - أن يكونوا يصدقون بالشيء قليلا ويكفرون بما سواه ؛ بالنبي صلى الله عليه وسلم فيكونون كافرين ؛ وذلك أنه يقال : مَن خلقكم ؟ وَمن رزقكم ؟ فيقولون الله تبارك وتعالى . ويكفرون بما سواه ؛ بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآيات الله ، فذلك قوله : { قَلِيلاً ما يُؤْمنُونَ } . وكذلك قال المفسرون في قول الله : { وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ باللّهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ } على هذا التفسير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.