والغُلف جمع أغلف ، المراد به هنا : الذي عليه غشاوة تمنع من وصول الكلام إليه ، ومنه : غلفت السيف ، أي : جعلت له غلافاً . قال في الكشاف : هو : مستعار من الأغلف الذي لم يختن كقوله : { قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } [ فصلت : 5 ] وقيل إن الغلف جمع غلاف مثل حمار وحمر : أي : قلوبنا أوعية للعلم ، فما بالها لا تفهم عنك ، وقد وعينا علماً كثيراً ، فردّ الله عليهم ما قالوه فقال : { بَل لَّعَنَهُمُ الله بِكُفْرِهِمْ } وأصل اللعن في كلام العرب الطرد ، والإبعاد ، ومنه قول الشماخ :
ذَعَرْتُ به القَطا وَنَفَيْتُ عنه *** مَقامَ الذِّئِب كالرجل اللّعين
أي : كالرجل المطرود . والمعنى : أبعدهم الله من رحمته ، و { قَلِيلاً } نعت لمصدر محذوف ، أي : إيماناً قليلاً { مَّا يُؤْمِنُونَ } و«ما » زائدة ، وصف إيمانهم بالقلة ؛ لأنهم الذين قصّ الله علينا من عنادهم ، وعجرفتهم ، وشدّة لجاجهم ، وبعدهم عن إجابة الرسل ما قصه ، ومن جملة ذلك : أنهم يؤمنون ببعض الكتاب ، ويكفرون ببعض .
وقال معمر : المعنى لا يؤمنون إلا قليلاً مما في أيديهم ، ويكفرون بأكثره ، وعلى هذا يكون { قليلاً } منصوباً بنزع الخافض . وقال الواقدي : معناه لا يؤمنون قليلاً ، ولا كثيراً . قال الكسائي : تقول العرب مررنا بأرض قلَّ ما تنبت الكراث ، والبصل ، أي : لا تنبت شيئاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.