قوله ( قُلُوبُنَا غُلْفٌ ) [ 87 ] .
هو جمع أغلف كأنها في غلاف وغطاء . يقال : " سيف( {[2914]} ) أغْلَفُ إذا كان في غلافه " ( {[2915]} ) .
وقال قتادة : " معناه قلوبنا لا تفقه " ( {[2916]} ) .
وقال ابن عباس وغيره : " معناه : قلوبنا في غطاء وغلاف فليس نفهم( {[2917]} ) ما تقول كما قال : ( قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا )( {[2918]} )( {[2919]} ) .
ويجوز أن يكون " غُلْفٌ " جمع " غلاف " ، لكن( {[2920]} ) أسكن تخفيفاً . ومعناه : قلوبنا أوعية للعلم لا تحتاج إلى/ علم محمد صلى الله عليه وسلم .
وعلى ذلك قراءة من قرأ بِضَمِّ اللام ، وهي قراءة الأعرجِ( {[2921]} )/ وابن محيصن ورويت عن أبي عمرو وابن عباس( {[2922]} ) .
قوله : ( بَلْ لَّعَنَهُمُ اللَّهُ ) [ 87 ] .
أي أبعدهم الله وطردهم وأخزاهم( {[2923]} ) . وأصل اللعن الطرد والإبعاد والإقصاء( {[2924]} ) .
( فَقَلِيلاً مَّا يُومِنُونَ ) [ 87 ] نصبه على أنه نعت لمصدر( {[2925]} ) محذوف أو لظرف محذوف( {[2926]} ) .
وقيل : هو منصوب ب " يؤمِنُونَ " ، و " ما " زائدة( {[2927]} ) .
ومعناه أنهم يقرون بالله ويوحدونه ، ويكفرون بالنبي [ عليه السلام ]( {[2928]} ) كما قال ( وَمَا يُومِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ )( {[2929]} )( {[2930]} ) .
ويجوز أن يكون المعنى أنهم لم يؤمنوا البتة ، تقول العرب " قَلَّ الشَّيء " إذا لم يوجد( {[2931]} ) .
ويُقال : " قَلَّما رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا " أي : ما رأيت مثله( {[2932]} ) .
وحكى الكسائي عن العرب : " مَرَرْتُ بِبِلادٍ قَلَّ مَا تُنْبِتُ( {[2933]} ) إلاَّ الكُرَّاثَ( {[2934]} ) وَالبَصَلَ " أي : ما تنبت سواهما( {[2935]} ) .
وحكى سيبويه : " قلّ رجلٌ يقُولُ ذَلكَ إلاّ زَيْداً " ( {[2936]} ) .
وقال أهل التفسير : " معناه : فقليلاً( {[2937]} ) منهم من يؤمن ، لأن الذين آمنوا من المشركين أكثر كثيراً ممن آمن من اليهود " . وهذا مروي عن قتادة( {[2938]} ) ويلزم منه رفع " قليل " .
وقيل( {[2939]} ) : المعنى : ليس يؤمنون مما في أيديهم إلا بقليل " ( {[2940]} ) .
والاختيار عند أكثرهم قول من قال : " إنهم قليلوا( {[2941]} ) الإيمان بما أنزل على النبي( {[2942]} ) [ عليه السلام ]( {[2943]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.