وقوله : { وَلَما جاءهم كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ . . . }
[ إن شئت ] رفعتَ المصدِّق ونويتَ أن يكون نعتاً للكتاب لأنّه نكرةٌ ، ولو نصبته على أن تجعل المصدِّق فِعْلا للكتاب لكان صوابا . وفي قراءة عبد الله في آل عمران : " ثُمَّ جاءكم رَسُولٌ مُصَدِّقاً " فجعله فِعلا . وإذا كانت النكرة قد وُصِلت بشيء سوى نعتها ثم جاء النّعت ، فالنّصْب على الفعل أمكنُ منه إذا كانت نكرة غير موصولةٍ ، وذلك لأنّ صلة النكرة تَصيرُ كالموقِّتة لها ، ألا تَرى أنك إذا قلتَ : مررتُ برجل في دارك ، أو بعبدٍ لك في دارك ، فكأنّك قلت : بعبدك أو بسايس دابّتك ، فقس على هذا ؛ وقد قال بعض الشعراء :
لو كان حَيّ ناجياً لَنجَا *** مِنْ يومِهِ المُزَلَّمُ الأَعْصَمْ
فنصب ولم يصل النّكرةَ بشيء وهو جائزٌ . فأما قوله : { وَهَذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانا عَرَبِيّاً } فإنّ نصب الِّلسان على وجهين ؛ أحدُهما أن تُضْمر شيئا يقعُ عليه المصدّقُ ، كأنك قلت : وهذا يصدّق التوراةَ والإنجيلَ { لِسانا عربيّاً } لأنّ التوراة والإنجيل لم يكونا عربيّين ، فصار اللسان العربيّ مفسِّرا . وأما الوجْهُ الآخرُ فعلى ما فسّرت لك لما وصلت الكتاب بالمصدِّق أخرجتَ " لسانا " مما في " مُصَدّق " مِن الرّاجع مِن ذكره . ولو كان الّلسان مرفوعا لكان صواباً ؛ على أنه نعتٌ وإن طال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.