محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

{ وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون 88 } .

{ وقالوا } بيان لنوع آخر من مخازيهم . والقائلون المعاصرون للنبي عليه الصلاة والسلام { قلوبنا غلف } هذا كقوله تعالى : { وقالوا قلوبنا في أكنّة مما تدعونا إليه } {[645]} أي هي مغشاة بأغطية مانعة من وصول أثر دعوتك إليها . فلا تفقهه . مستعار من الأغلف الذي لم يختن { بل لعنهم الله بكفرهم } رد الله أن تكون قلوبهم كذلك لأنها متمكنة من قبول الحق . وإنما طردهم عن رحمته بسبب كفرهم وزيغهم . وهذا كما قال في سورة النساء : { وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا } {[646]} . وقوله : { فقليلا ا يؤمنون } " ما " مزيدة للمبالغة أي فإيمانا قليلا يؤمنون . وهو إيمانهم ببعض الكتاب .


[645]:[41/ فصلت/ 5] ونصها: {وقالوا قلوبنا في أكنّة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون 5}.
[646]:[4/ النساء/ 155] ونصها: {فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا 155}.