تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

الآية 88 وقوله تعالى : { وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم } يعني في أكنة ، عليها الغطاء ، فلا نفهم ما تقول ، ولا نفقه ما تحدث ؛ يدعون زوال الخطاب عن أنفسهم كراهية لما سمعوا ، وكذبهم الله تعالى بقوله : { بل لعنهم الله } أي طردهم الله تعالى { بكفرهم } وعتوهم وتفريطهم في تكذيب الرسول{[1087]} [ صلى الله عليه وسلم ]{[1088]} وعنادهم إياه ، [ لا أن ]{[1089]} قلوبهم بمحل لا يفهمون [ شيئا مما ]{[1090]} يخاطبون [ به ]{[1091]} كما يزعمون ، ولكن ذلك لترك التفكر والتدبر فيها .

وقيل{[1092]} : { قلوبنا غلف } يعني أوعية تفهم ، وتعي ما يقال ، ويخاطب ، ولكن لا تفهم ما تقول ، ولا تفقه ما تحدث . فلو كان حقا وصدقا لفهمت{[1093]} ، ولفقهت ؛ يدعون إبطال ما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ، وذلك نحو ما قالوا لشعيب { ما نفقه كثيرا مما تقول } [ هود : 91 ] .

وقوله : { فقليلا ما يؤمنون } قيل فيه بوجهين : [ قيل : ( فقليلا ) أي بقليل { ما يؤمنون } من التوراة لأنهم عرفوا بعثه{[1094]} وصفته وحرفوه ، فلم يؤمنوا به ، وقيل ]{[1095]} : { فقليلا } أي قليلا منهم يؤمنون بالرسل [ عليهم السلام ]{[1096]} .


[1087]:- في ط م: الرسل.
[1088]:- من ط م.
[1089]:- من ط م، في الأصل و ط ع: لأن.
[1090]:- من ط م، في الأصل و ط ع: على ما.
[1091]:- من ط م.
[1092]:- في ط م: وقيل في قوله.
[1093]:- من ط م، في الأصل و ط ع: ففهمت.
[1094]:- في ط م: نعته.
[1095]:- من ط م..
[1096]:- في ط م: صلى الله عليه وسلم.