فأما قوله : { وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ }
فأنه يقال : إنها من قول اليهود . يقول : ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم . واللام بمنزلة قوله : { عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ } المعنى : ردِفكم .
وقوله : { أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ ما أُوتِيتُمْ }
يقول : لا تصدّقوا أن يؤتَى أحد مثل ما أوتيتم . أوقعت { تؤمنوا } على { أن يؤتى } كأنه قال : ولا تؤمنوا أن يعطى أحد مثل ما أُعطِيتم ، فهذا وجه .
ويقال : قد انقطع كلام اليهود عند قوله { وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } ، ثم صار الكلام من قوله قل يا محمد إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتي أهل الإسلام ، وجاءت ( أن ) لأنّ في قوله { قُلْ إِنَّ الْهُدَى } مثلَ قوله : إن البيان بيان الله ، فقد بيّن أنه لا يؤتى أحد مثل ما أوتي أهلُ الإسلام . وصلحت ( أحد ) لأن معنى أن معنى لا كما قال تبارك وتعالى { يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أنْ تَضِلُّوا } معناه : لا تضلّون . وقال تبارك وتعالى { كَذَلِكَ سَلَكْناهُ في قُلُوبِ المُجْرِمينَ . لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } أن تصلح في موضع لا .
وقوله { أوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْد رَبِّكُمْ } في معنى حَتَّى وفي معنى إلاّ ؛ كما تقول في الكلام : تعلَّقْ به أبدا أو يعطيَك حقّك ، فتصلح حتَّى وإلاَّ في موضع أو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.