صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{وَلَا تُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤۡتَىٰٓ أَحَدٞ مِّثۡلَ مَآ أُوتِيتُمۡ أَوۡ يُحَآجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ} (73)

{ ولا تؤمنوا إلا لمن . . . } هذا من قول اليهود . يقول بعضهم لبعض : لا تصدقوا إلا نبيا يقرر شرائع التوراة ، فأما من جاء بما يخالفها كمحمد فلا تصدقوه . واللام زائدة ، كما في قوله تعالى : { ردف لكم } {[94]} أي ردفكم .

{ إن الهدى هدى الله } أي قل جوابا لهم : إن الدين دين الله ، فكل ما رضيه دينا فهو الدين الذي يجب اتباعه ، وقد رضي الإسلام دينا ناسخا لبعض شرائع التوراة فيجب اتباعه .

{ أن يؤتى أحد مثل } أي وقل لهم : لأن ، أي من أجل أن يؤتى أحد شريعة مثل ما أوتيتم ، ولما يتصل به من الغلبة بالحجة يوم القيامة ، دبرتم ما دبرتم ؟ لا جرم أنه لم يدعكم إلى ذلك إلا الحسد ، فحذف الجواب اختصارا ، وهو كثير في لغة العرب . ويؤيده قراءة ابن كثير بهمزتين وتليين الثانية .


[94]:آية 72 النمل