{ ولا تؤمنوا إلا لمن تبِع دينكم } : لا تعترفوا ، ولا تظهروا التصديق إلا لأشياعكم ، { قل إن الهدى هدى الله } : يهدي من يشاء ، { أن يؤتَى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجّوكم{[728]} عند ربكم } ، متعلق بلا تؤمنوا أي : لا تعترفوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم ، والمعجزات ، ولا بأن يغالبوكم بالحجة يوم القيامة إلا لأشياعكم{[729]} ، ولا تفشوه لا إلى المسلمين ولا إلى المشركين يعني : إن علمكم بذلك حاصل ، لكن لا تظهروه وأوثر في العطف كلمة ( أو ليفيد العموم مثل : ( ولا تطع منهم آثما أو كفورا ) ( الإنسان : 24 ) ، وقوله : ( إن الهدى هدى الله ) جملة معترضة دالة على أن كيدهم لا طائل تحته ، وقيل : قد تم الكلام عنه عند قوله : ( إلا لمن تبِع دينكم ) ، والمعنى على الوجهين الأولين الآتيين ولا تؤمنوا هذا الإيمان الظاهر ، وهو إيمانكم وجه النهار إلا لمن تبع دينكم قبل ذلك ثم أسلم لعلهم{[730]} يرجعون ، فإن رجوعهم أرجى عندكم ، وأشجى لحلوق المسلمين حينئذ ، ففي موقع ( أنْ ) يؤتى ثلاثة أوجه :
الأول : أن يتعلق بفعل مضمر على حذف اللام أي وقل فعلتم ما فعلتم من الكيد لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ولما يترتب من غلبتهم بالحجة يوم القيامة ، أي : لم يكن لكم داع إلى هذا الكيد سوى الحسد ، ووجه العدول عن الواو إلى حينئذ الإشارة إلى أن كلا من الأمرين مستقل بكونه سببا للحسد .
الثاني : أن يكون الخبر إن الهدى وهدى الله بدل من الهدى وحين أو بمعنى إلى أن يعني حتى يحاجوكم فيدحضوا حجتكم .
الثالث : أن ينتصب بفعل مضمر تقديره{[731]} قل إن الهدى هدى الله ولا تنكروا أن يؤتي أحد أو يكون لأحد وسيلة غلبة عليكم عند الله ، ويدل على هذا المضمر لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ؛ لأن معناه حينئذ لا تقروا بحقية دين لأحد إلا لمن هو على دينكم فإنه لا دين سواه يماثله ، وهذا إنكار لأن يؤتي أحد مثل دينهم ، وقد بسطت الكلام هنالك فاستفده ، { قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع } فضله { عليم } : بكل شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.