معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِنَّ مِنكُمۡ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنۡ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَالَ قَدۡ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذۡ لَمۡ أَكُن مَّعَهُمۡ شَهِيدٗا} (72)

وقوله : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ . . . }

اللام التي في ( من ) دخلت لمكان ( إنّ ) كما تقول : إنّ فيها لأخاك . ودخلت اللام في ( لَيُبَطِّئَنَّ ) وهي صلة لمن على إِضمارِ شبيه باليمين ؛ كما تقول في الكلام : هذا الذي ليقومنَّ ؛ وأرى رجلا ليفعلنَّ ما يريد . واللام في النكرات إذا وصِلت أسهل دخولا منها في من وما والذي ؛ لأن الوقوف عليهن لا يمكن . والمذهب في الرجل والذي واحِد إذا احتاجا إلى صلة . وقوله : { وإنّ كُلاّ لما لَيُوَفِّينّهم } من ذلك ، دخلت اللام في ( ما ) لمكان إنّ ، ودخلت في الصلة كما دخلت في ليبطئن . ولا يجوز ذلك في عبد الله ، وزيد أن تقول : إن أخاك ليقومنّ ؛ لأن الأخ وزيدا لا يحتاجان إلى صلة ، ولا تصلح اللام أن تدخل في خبرهما وهو متأخر ؛ لأن اليمين إذا وقعت بين الاسم والخبر بطل جوابها ؛ كما نقول : زيد والله يكرمك ، ولا تقول زيد والله ليكرمك .