فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِنَّ مِنكُمۡ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنۡ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَالَ قَدۡ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذۡ لَمۡ أَكُن مَّعَهُمۡ شَهِيدٗا} (72)

{ منكم } من دخلائكم . { ليبطئن } ليؤخرن وليتبطأن .

{ شهيدا } مشاهدا حاضرا .

{ وإن منكم لمن ليبطئن } وإن ممن أظهر إيمانه لكم نفاقا ، ومَن يُحسب ظاهرا من جماعتكم لمن يتأخر عن الخروج لقتال الأعداء ويؤخر غيره ، يَقعد ويُقعد من استجاب لتثبيطه وتأخيره وتخذيله ، واللام في { لمن } للتوكيد ، وفي { ليبطئن } للقسم ؛ { فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا } فإن حل بكم ما تكرهون قال المنافق الشامت ، المتربص المخذل ، القاعد المتخلف : لقد نجوت إذ لم أشاركهم قتالهم ، ولم أحضر معهم نزالهم ، فلم يصبني ما أصابهم ؛ ولولا مرض قلبه ، وعمى بصيرته ، لعلم أن تخلفه وتأخيره وتخذيله هو الهلاك والخسران والضلال البعيد ! .