الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّ مِنكُمۡ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنۡ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَالَ قَدۡ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذۡ لَمۡ أَكُن مَّعَهُمۡ شَهِيدٗا} (72)

قوله : ( وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ )( {[12872]} ) : لام " لام " تأكيد وليبطئن لام قسم ، كان التقدير لمن أقسم : ليبطئن ، والتشديد [ في الطاء ] ( {[12873]} ) بمعنى التكثير( {[12874]} ) .

وقرأ مجاهد : " ليبطئن " بإسكان الباء ، وتخفيف الطاء( {[12875]} ) .

ومن قرأ كأن لم تكن ، فلتأنيث لفظ المودة( {[12876]} ) .

ومن قرأ بالياء حمله على معنى الود . لأن المودة والود بمعنى واحد . وقرأ الحسن ليقولن( {[12877]} ) بضم اللام على الجمع حمله على معنى من ، فَضَم ، لتدل على الواو المحذوفة .

ومعنى الآية أن الله تعالى أعلم المؤمنين منهم من يبطئ أن ينفر معهم إلى جهاد العدو ، أي يتأخر وهم المنافقون ، فإن أصابتكم أيها المؤمنون مصيبة . أي : هزيمة أو قتل أو جراح من عدوكم قال : ( قَدَ اَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمَ اَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً ) أي حاضر( {[12878]} ) ، فيصيبني ما أصابهم


[12872]:- يقال أبطأ الرجل وبطؤ بمعنى تأخر وثقل. انظر: اللسان 1/34.
[12873]:- ساقط من (أ) (ج).
[12874]:- انظر: معاني الفراء 1/275.
[12875]:- هي قراءة شاذة ف: مختصر الشواذ: 27. وانظر: البحر 3/291.
[12876]:- قرأ ابن كثير وحفص والمفضل عن عاصم: كأن لم تكن بالتاء. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي كأن لم يكن بالياء. انظر: السبعة 235، وحجة القراءات 208، والكشف 1/392.
[12877]:- هي قراءة شاذة. انظر: المحتسب 1/192، والبحر 3/291.
[12878]:- كذا وصوابه حاضر.