فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِنَّ مِنكُمۡ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنۡ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَالَ قَدۡ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذۡ لَمۡ أَكُن مَّعَهُمۡ شَهِيدٗا} (72)

قوله : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن ليُبَطّئَنَّ } التبطئة والإبطاء التأخر ، والمراد : المنافقون كانوا يقعدون عن الخروج ، ويقعدون غيرهم . والمعنى : أن من دخلائكم وجنسكم ومن أظهر إيمانه لكم نفاقاً من يبطيء المؤمنين ويثبطهم ، واللام في قوله : " لِمَنْ " لام توكيد ، وفي قوله : { ليُبَطّئَنَّ } لام جواب القسم ، و «من » في موضع نصب ، وصلتها الجملة . وقرأ مجاهد ، والنخعي ، والكلبي { ليُبَطّئَنَّ } بالتخفيف { فَإِنْ أصابتكم مصِيبَةٌ } من قتل أو هزيمة أو ذهاب مال . قال هذا المنافق قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم حتى يصيبني ما أصابهم .

/خ76