الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِنَّ مِنكُمۡ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنۡ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَالَ قَدۡ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذۡ لَمۡ أَكُن مَّعَهُمۡ شَهِيدٗا} (72)

اللام في ( لمنَ ) للابتداء بمنزلتها في قوله : { إِنَّ الله لَغَفُورٌ } [ النحل : 18 ] وفي { لَّيُبَطّئَنَّ } جواب قسم محذوف تقديره : وإنّ منكم لمن أقسم بالله ليبطئن ، والقسم وجوابه صلة من ، والضمير الراجع منها إليه ما استكن في { لَّيُبَطّئَنَّ } والخطاب لعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمبطئون منهم المنافقون لأنهم كانوا يغزون معهم نفاقاً . ومعنى ( ليبطئن ) ليتثاقلن وليتخلفن عن الجهاد وبطأ بمعنى : أبطأ كعتم بمعنى : أعتم ، إذا أبطأ ، وقرىء «ليبطئن » بالتخفيف يقال : بطأ عليّ فلان وأبطأ عليّ وبطؤ نحو : ثقل ، ويقال : ما بطأ بك ، فيعدى بالباء ، ويجوز أن يكون منقولاً من بطؤ ، نحو ؟ ثقل من ثقل ، فيراد ليبطئن غيره وليثبطنه عن الغزو ، وكان هذا ديدن المنافق عبد الله بن أبيّ ، وهو الذي ثبط الناس يوم أُحد { فَإِنْ أصابتكم مُّصِيبَةٌ } من قتل أو هزيمة .