معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَلَئِنۡ أَصَٰبَكُمۡ فَضۡلٞ مِّنَ ٱللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُۥ مَوَدَّةٞ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (73)

وقوله : { يا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيما . . . }

العرب تنصب ما أجابت بالفاء في ليت ؛ لأنها تمنّ ، وفي التمنى معنى يسّرنى أن تفعل فأفعلَ . فهذا نصب كأنه منسوق ؛ كقولك في الكلام : ودِدت أن أقوم فيتبعَنى الناس . وجواب صحيح يكون لجحد ينوى في التمنّى ؛ لأنّ ما تمنّى مما قد مضى فكأنه مجحود ؛ ألا ترى أن قوله { يا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ } فالمعنى : أكن معهم فأفوز . وقوله في الأنعام { يا ليتنا نُرَدُّ ولا نُكَذِّبَ } هي في قراءة عبد الله بالفاء { نردّ فلا نكذبَ بآياتِ ربّنا } فمن قرأها كذلك جاز النصب على الجواب ، والرفع على الاستئناف ، أي فلسنا نكذب . وفي قراءتنا بالواو . فالرفع في قراءتنا أجود من النصب ، والنصب جائز على الصرف ؛ كقولك : لا يسعني شيء ويضيقَ عنك .